«أن تنسى شخصًا أحببته لسنواتٍ لا يعني أنك محوته من ذاكرتك، أنت فقط غيرت مكانه في الذاكرة. ما عاد في واجهة ذاكرتك، حاضرًا كل يوم بتفاصيله، ما عاد ذاكرتك كل حين، غدا ذاكرتك أحيانًا. الأمر يتطلب أن يشغل آخر مكانه، ويدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات».

تُقدِّم الكاتبة الجزائرية «أحلام مستغانمي» نصائح موجهة للنساء لنسيان الرجال من خلال هذا الكتاب؛ الذي يُمثِّل كتالوجًا سريًا لكل امرأة، من أجل تخطي خيبتها العاطفية ونسيان رجل أحبته بصدق، وتُشبهه الكاتبة بالجريدة النسائية التي لا تتوافق مع الذكور، لذا أضافت هذه العبارة التحذيرية على غلاف الكتاب «يحظر بيعه للرجال»!

توضح «مستغانمي» أنّ كتابها يستهدف مواجهة استعمار الذاكرة، والعدوان العاطفيّ للماضي، وتؤكّد أنّ الخلاص في النسيان، وأنّ الذاكرة شقاء. تعلن ثورتها على الماضي بكلّ موبقاته وويلاته وخيباته العاطفيّة، تمارس بالكلمات إعادة تشكيل الذاكرة العصيّة على النسيان. يبدأ الكتاب بتوضيح للرجال المتسللين إلى الكتاب، ثم تُقسّم فصوله على النحو التالي: «هكذا تورطت في هذا الكتاب، وهاتف النسيان، ونصائح بقطيع من الجمال، وصفات لنسيان رجل، وكما ينسى الرجال، وكمائن الذاكرة، ونساء في مهبّ النسيان، ومن قصص النساء الغبيات، وتانغو النسيان، وميثاق شرف أنثوي».

تدعم الكاتبة أفكارها بذِكر العديد من الشعراء والفلاسفة والكُتّاب، والاستشهاد بأقوالهم وأحاديثهم؛ فهي ترى أنه «لا يمكن حصر عدد الكُتّاب الذين، عبر الأزمنة والحضارات وبكل اللغات، عملوا مرشدين عاطفيين للتائهين من العُشاق في الأزقة والشوارع الجانبية للحبّ. ليس لي هذا الادّعاء. أنا مجرد ممرضة لا تملك سوى حقيبة إسعافات أوّلية لإيقاف نزيف القلوب الأنثوية عند الفراق».

استمع الآن.